الصـّفـْحةُ البيضـاءُ الخاليـّة.. امرأةٌ عاريّة.. جسـدٌ مُحـايِد ونظراتٌ باردة حدَّ الاستفزاز. وأنتَ، مُمسكاً بالقلم تبـغـي أن تمـْلأ مساحات البياض، القاسي، تبدو في حَـالات عديدة.. أحياناً، تظلّ شارداً، تُطـارد مَطالِعَ الأفكار..

كأبْـلهَ تبْدو، أحياناً أخرى، فاغراً فَـاك، عاجزاً عن رسْـمِ البدايات لملامحِ حكـايةٍ لا تريد الاخـْتـمارَ، أبداً، كما تشتهيها في خيـالك، رغم جُموحه ومهْـما يبْـلـُغْ من درجات الغـوص بحـثاً عن هذه البدايات.. وفي لحظـات، قد تبدو أمام الصـّفـْحة كأنّك من "فطاحل" أزمنة الأدب الغابرة.. الكتابة شيطانٌ في شكـْل امرأة.. قد تُغوي فتصُدّ، تُبـْهِِر فتَهْـجُـر.. وقد تأتي مُنـْقـادةً، مُستسلِمة لنشوة الاسْتكان والانصيّاع لإملاءات الذّهْن، تَخُطـّها على بياض الصـّحـائـفَ الأنـاملُ بَهـيَّ كـلامٍ، جميلِ أشـْكالْ..